حذر معنيون بالشان التربوي، اليوم السبت،من تاثير الدوام الثلاثي في المدارس سلبيا على الطلبة ومستواهم العلمي، فضلا عن سلبيته على مستقبل اجيال العراق المقبلة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة التربية هديل العامري، بهذا الشأن إن “وجود المدارس المزدوجة مع بعضها يعود لعدم صلاحية الابنية المدرسية، مما يؤدي الى ازدواج المدارس”، مبينة ان “وزارة التربية تسعى الان الى التقليل من ازدواج المدارس عن طريق التجهيز بالكرفانات”.
وتابعت العامري، “تم خلال الفترة السابقة فتح مدرستين في مخيم خيمة العراق للنازحين ومخيم خيمة البديري من اجل ان تخفيف العبء والضغط على المدارس الاخرى”، مشيرة إلى أن “الدوام الثلاثي يكون على ثلاث وجبات وبأوقات محددة وهذا كان معمولا به في السابق، ويوجد جدول بهذه الأمور ومتابعة واشراف للموضوع، بسبب التداعيات الامنية وتزايد اعداد التلاميذ”.
وأوضحت أن “بعض الصفوف يصل عدد التلاميذ فيها الى 60 تلميذا وهذه ضغوط عليهم، لذا تلجأ الوزارة الى المدارس الثلاثية”، مبينة أن “وزارة التربية تسعى الى تخفيف العبء على الطالب والمدرس وذلك عن طريق تطبيق نظام الكورسات الذي يساعد على تحسين المستوى العلمي للطالب وتخفيف المادة العلمية التي يتلقاها”.
من جهتها، قالت عضو لجنة التربية البرلمانية عبير الحسيني لـ”الغد برس”، ان “الدوام الثلاثي ينعكس سلبيا على مستوى الطالب، لانه يقلل من الساعات المحددة للدراسة من اربعة او خمس ساعات الى ساعتين ونصف او ثلاث ساعات”، مؤكدة ان “مدة الدرس في العادة 45 دقيقة اما في المدارس التي تعمل بالدوام الثلاثي يقل وربما تكون نصف ساعة، فالمعلم لا يؤدي الدرس بصورة صحيحة ما يؤثر على مستوى الطالب ونسب النجاح ايضا”.
واضافت الحسيني ان “زيادة الهجرة من المحافظات الساخنة بسبب الوضع الامني، فضلا عن الزيادة السكانية ولد ضغط كبير على المدارس في المحافظات الاخرى، ادى الى الدوام الثلاثي الذي كان موجود قبل موجات النزوح ولكن بأعداد قليلة”، لافتة الى ان “اعداد النازحين ليست بالقليلة فعندما يدمجون مع سكان محافظة اخرى سيؤثر على اعداد الطلاب في المدرس”.
واشارات الحسيني الى ان “هذا الزخم بأعداد الطلبة ينعكس سلبياً على فهم الطالب، فكيف يفهم الطالب وسط هكذا زخم”.
الى ذلك، قال جاسم محمد، مدرس مادة العربي، لـ”الغد برس”، إن “هناك صعوبة في ايصال المادة العلمية الى الطلاب، بسبب كثرتهم في الصف الواحد، بالاضافة إلى ان بناية المدرسة الواحدة يوجد فيها دوام ثلاثي فكيف للطلاب ان يستوعب؟، وكيف للوقت ان يسعنا لنعطي مادة علمية متكاملة”.
واضاف ان “من اهم المشاكل التي نعاني منها الان هي مشكلة الدوام الثنائي والثلاثي، لاسيما وان هناك ازدياد كبير في عدد الطلبة يرافقه نقص في عدد ابنية المدرسة في البلد بشكل عام”.
وطالب محمد، وزارة التربية بـ”حل وأن كان جزئيا لهذه المشكلة، لاننا نضيع الوقت من دون فائدة فلا الطالب يستفيد ولا نحن نعطي مادة علمية كاملة تفيد الطالب مستقبلا، وهذا سيؤدي لمشكلة كبيرة في مستقبل جيل العراق المقبل، فضلا عن ان هذا الزخم اثر على نسب النجاح خصوصا في السنة الدراسية الماضية”.
