9 - صفحة الحوارات عام

حوار مع الاستاذ عبد الله القصير مدير عام البث والاذاعات الاسلامية ومدير قناة المنارالسابق.. الشعب العراقي من خلال اتحاده مع الحكومة والجيش والحشد الشعبي  سينتصر على الارهاب 

ان التحدي الكبير الذي يواجهه ليس العراق فقط، وانما المنطقة باكملها هو تحدي الارهاب التكفيري الذي تمارسه داعش وجبهة النصرة والفصائل التكفيرية، واعتقد انه من الضروري جدا ان يقوم الاعلام المقاوم، الاعلام الملتزم بوضع ستراتيجية لمواجهة هذا الخطر الارهابي من خلال رصد كامل لكل خطاب الارهابيين التكفيريين المفسدين في الارض والذين يحاولون ان يشوهوا صورة الاسلام وان يدبوا الرعب والخوف والهلع في صفوف المجتمع العراقي والسوري واللبناني والعربي عموما، ويحاولون ايضا ان يقدموا انفسهم كتنظيم اسلامي يبتغي الوصول الى اقامة الخلافة الاسلامية، وطبعا هذا الرصد الاعلامي لخطابهم يجب ان يتم تحليله بشكل كامل، واستخراج الركائز الاساسية التي يرتكز اليها، ويصار الى وضع ستراتيجية لتفنيد هذا الخطاب الاعلامي ومواجهته بشكل مدروس وفاعل.

وهذا ما عملنا عليه في اتحاد القنوات والاذاعات الاسلامية، حيث كلفت لجانا وخبراء برصد الاعلام التكفيري الارهابي وتم وضع ستراتيجية تقوم على مستويين؛ المستوى الاول هو ستراتيجية بعيدة المدى، حيث تكلف لجنة من العلماء والخبراء في الفقه والشريعة الاسلامية بتفكيك البنية الفكرية والايديولوجية العقلية لخطابهم الذي يستندون اليه في محاولة ترويجهم لتنظيم داعش، وهذا الامر يوضع بنتيجة هذه الدراسات في تفكيك البنية الفكرية والعقيدية الايديولوجية، وتوضع بخدمة الذين يتحدثون في وسائل الاعلام، في البرامج الحوارية والنقاشية والذين يكتبون في الصحف ومواقع الانترنيت، والمستوى الثاني من الستراتيجية هو القصير المدى او المتوسط المدى والذي يعتمد على تفكيك الخطاب الاعلامي لداعش وضرب هذا الخطاب من خلال التقاط المصطلحات التي يستخدمونها ووضع مصلحات مقابلها. التقينا بالاستاذ عبد الله القصير مدير عام البث والاذاعات الاسلامية ومدير قناة المنارالسابق للحديث عن استراتيجية عمل مؤسسته فماذا قال :
•الفكر والخطاب الداعشي لا يمثل دينا او قومية، فهل هناك مراكز بحوث او دراسات تقوم بالتصدي لهذه الحالة الشاذة فكريا؟
-مع الاسف لم نجد في السابق مثل هذا الامر، اما الان فبدأت مراكز دراسات في العراق ولبنان وايران وفي سوريا، برصد الفكر الداعشي  والانتاج الايديولوجي للتكفيريين وتعمل عليه بشكل جيد ومدروس.
•هل تتوقع ان العراق سيخرج من ازمته الحالية؟
-نعم، بالتأكيد انا اراهن على ان الشعب العراقي من خلال توحده في هذه الحكومة، حكومة السيد حيدر العبادي ومن خلال ما رأيناه من انجازات تحققت في امرلي وسليمان بك واطراف الانبار وفي اطراف تكريت، نحن لنا ثقة بالشعب العراقي وبالجيش العراقي وبالحشد الشعبي، وفصائله التي تقدم التضحيات والتي اثبتت بان لديها ارادة قتال واضحة وبينة، ولديها الشجاعة الكافية والتخطيط والتنظيم الذي يحتاجه العمل العسكري والامني، ليس فقط في وقف المد الداعشي وانما ايضا لمحو وسحق هذا التنظيم الارهابي الذي تقف خلفه اميركا واسرائيل والاجهزة الاستخباراتية الغربية، والذي يراد منه كما اعتقد ان يقوم بدور الوجه الاخر للارهاب الاسرائيلي، حيث اننا نجد ان هناك الكثير من المقارنات -اذا صح التعبير- والتماثل والتشابه بين ما تمارسه داعش اليوم وبين ما كانت تمارسه اسرائيل اثناء قيام الدولة الصهيونية، سواء من خلال المجازر او موضوع العقلية العنصرية وتهجير الاقليات، وموضوع محاولة التصوير بانهم قوة لا تقهر ولا يوجد احد يستطيع ان يقف في وجههم، وهذه تذكرنا باسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، والذين حاولوا ان يزرعوه طويلا في عقول العرب والمسلمين، والكثير من التشابهات التي نجدها بين داعش والعصابات الصهيونية وبين الارهاب الاميركي.
•من اين يتم تمويل داعش بكل هذه الاموال والاسلحة؟
-بالتأكيد، هناك اجهزة مخابراتية تقف وراءها وفي مقدمتها الـ(سي آي ايه) ونحن لا نقول هذا الامر ادعاء وتهمة، وانما نقوله من خلال معلومات موثقة واكيدة، واعتقد ان تصريحات بايدن الاخيرة، نائب الرئيس الاميركي كانت بمثابة وثيقة دامغة جدا حيث اعترف بان الـ(سي آي ايه) والادارة الاميركية رعت نشوء هذه التنظيمات وانها دعمتهم لفترة طويلة، وان دولا من اصدقاء اميركا وحلفائها في الخليج وتركيا، قدموا الكثير من الاموال والدعم والتسهيلات لمثل هذا التنظيم، حتى استطاع ان يقوم بما قام به، اضافة الى هذا الدعم المخابراتي والخليجي والتركي، فهو يستند الى عمليات السلب المنظمة التي يقوم بها، وما جرى في الموصل من عملية السطو على البنك المركزي وعلى التجهيزات الموجودة في الدوائر الحكومية والاليات العسكرية، كالسيارات والهمرات وما شابه ذلك، اضافة الى حرصه على السيطرة على منابع ومصافي النفط في سوريا والعراق، وكل هذه شكلت مع وجود من يسهل عملية بيع النفط، حيث ان داعش اليوم حينما تسيطر على ابار نفطية في سوريا ومصافٍ نفطية، فلولا وجود تركيا كدولة تسهل عملية نقل النفط وبيعه في السوق السوداء لما استطاعت داعش ان تستثمر في هذا المجال النفطي، ولكن ثبت ايضا ان حتى اسرائيل تشتري النفط من داعش عبر تركيا وباسعار زهيدة جدا.
•هل دخول الاميركان الى العراق سيقضي على الدواعش؟
-انا لا اعتقد ان الدخول الاميركي للعراق بريء ويصب في خدمة الشعب العراقي على الاطلاق، فانا اعتقد ان التدخل الاميركي في مسألة مواجهة داعش له اهداف وغايات لخدمة المصالح والسياسة الاميركية، وانا اطلب للتأكيد على هذا التحليل والرأي مراجعة خطابات اوباما التي لم يذكر فيها كلمة داعش على الاطلاق، في كل خطاباته الاخيرة بموضوع التحالف، فهو لم يقل ان التحالف اقيم لضرب داعش، حيث قال نريد ضرب الارهاب الذي هو بالمصطلح الاميركي ليس داعش فقط، بل يشمل حزب الله الذي يعتبر مصنفا ارهابيا عنده، وحماس والجهاد الاسلامي، فاذن هو لا يريد ان يضرب داعش، ولم ينشئ التحالف من اجل داعش نعم ربما يكون احد اهداف التحالف الحد من تمدد داعش باتجاه اماكن يعتبره الاميركي بالنسبة اليه تتواجد فيها مصالح حيوية للولايات المتحدة الاميركية مثل اربيل والمنطقة الشمالية من العراق، اما وجود مثل هذا التحالف والضربات الجوية له، فهي مسألة لن تكفي ولن تستطيع ان تنهي مثل هذا التنظيم ولذلك يجب ان نعتمد على انفسنا ونعتمد على ارادتنا وقوتنا الذاتية واذا كانوا صادقين في عملية ضرب داعش، فعليهم ان يلبوا احتياجات الجيش العراقي واللبناني وان يدعموا النظام السوري لكي يستطيع ابناء هذه المنطقة ان يقضوا على هؤلاء الدواعش.
•هل ساهم حزب الله مساهمة فاعلة في القضاء على الدواعش في المنطقة؟
-حزب الله لديه مشاركته الفاعلة في الساحة اللبنانية والسورية،وليس في الفترة الاخيرة فقط فقد استطاع قبل سنتين وبالتعاون مع الجيش اللبناني ان يكشف اكثر من خلية داعشية في الداخل اللبناني، واستطاع ان يوفر دعما للجيش اللبناني لمواجهة التمدد والدخول الداعشي لمنطقة عرسال وجرود عرسال، وفي الفترة الاخيرة واجه بشكل مباشر وعلى مساحة واسعة جدا في منطقة القلمون ومنطقة جرود بريتال والجرود البقاعية، المجموعات الداعشية وانزل بهم الهزائم والخسائر القوية جدا، ومنعهم من تحقيق اي تقدم ودخول للحدود اللبنانية، هذا على المستوى اللبناني، اما على المستوى السوري، فقط استطاع حزب الله خلال السنتين او الثلاث سنوات الماضية ان يحرر القصير بالتعاون مع الجيش السوري وقوات الحشد الشعبي السورية، وبعدها يبرود، وهي مناطق كانت تنطلق منها الجماعات التكفيرية الارهابية لتفخيخ السيارات وارسالها الى لبنان، ولذلك فاننا رأينا انه بعد تحرير يبرود وقسم كبير من منطقة القلمون، مثل عرسال الورد وبعض القرى الاخرى واكتشاف المخابئ ومصانع المتفجرات التي كانت تفخخ السيارات والقضاء عليها، رأينا ان الساحة اللبنانية قد شهدت هدوءا شبه كامل، ولم نعد نرى سيارات متفجرة في الساحة اللبنانية، لاننا عملنا بستراتيجية الذهاب اليهم في مخادعهم ومناطق انطلاقهم وليس انتظار السيارة المفخخة لتنفجر ثم نواجه اشباحا او ناسا غير واضحين، بل ذهبنا الى عقر دارهم والاماكن التي ينطلقون منها، والمخابئ والمعامل التي يصنعون فيها عبوات الموت التي تستهدف المواطنين والاطفال والنساء والابرياء.
•وماذا عن مشاركتكم في العراق؟
-ليس هناك مشاركة مباشرة في العراق، فنحن ننسق مع الحكومة العراقية ومع فصائل الحشد الشعبي العراقية، ونضع خبراتنا ونضع تجربتنا في خدمتهم بالشكل الذي يرونه مناسبا.
•كلمة اخيرة..
-انا احيي الشعب العراقي وقراء جريدة (البينة الجديدة) واعتبر ان امام العراق تحدٍ كبير يحتاج الى وحدة داخلية حقيقية والى الترفع عن الخلافات الحزبية والتفصيلية الداخلية للوقوف بوجه هذا التحدي الكبير، ويستطيع العراقيون بالتأكيد اذا ما توحدوا وعقدوا العزم ولم ينتظروا المراهنة على اميركا والتحالف الغربي، وشبكوا الايادي بين الحشد الشعبي والجيش العراقي، فيستطيعون بفضل الله تعالى والتضحيات ان يزيلوا داعش نهائيا من الساحة والارض العراقية.

اترك ردا