7 - تقارير وتحقيقات عام

بيحي: الحشد يقود و”الرباعي” يعزّز الجهد الاستخباري

فيما أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء، انطلاق المرحلة الثانية لتحرير كامل محافظة صلاح الدين، بما فيها مصفاة بيجي، توعد الحشد الشعبي تنظيم داعش بـ”زلزلة الأرض” تحت أقدامه في قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين. فيما تنبأت مصادر عسكرية وأمنية بان الهجوم على بيجي هو ثمرة التعاون “الرباعي” بين العراق وايران وسوريا وروسيا.

وأفادت صحيفة “الاخبار” اللبنانية، التأكد من صحة ذلك، بوصول قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى بيجي قبل يومين ثم انتقل إلى سوريا. وقالت الصحيفة ان هناك غرفة عمليات أمنية واستخبارية بقيادة عراقية، تضم خبراء من الحرس الثوري وحزب الله. أما المعلومات الميدانية، فتكشف أن المعركة ستستعر خلال الساعات القليلة المقبلة لاستعادة بيجي كاملة.

و بيجي، الواقعة ضمن محافظة صلاح الدين والتي تبعد عن العاصمة العراقية بغداد نحو 210 كيلومترات في الطريق المؤدي إلى الموصل، معقل “أرض خلافة داعش”، واحتلّها مقاتلو التنظيم المتشدد أول مرة العام الماضي، قبل أن يتمكن الحشد الشعبي من استرجاع 80٪ منها، ثم سقطت مجدداً بيد داعش قبل أن يُستعاد نحو 20٪ منها.

وتحوّلت هذه البقعة الصغيرة، إلى نقطة انطلاق لمعركة استعادة بيجي التي تُقرع طبولها اليوم. وعلى هذه البقعة، تحوّلت بضعة منازل، استُئذِن أهلها لاستعمالها، إلى غرفة عمليات استخباراتية.

قادة الحشد ينسقون إلى جانب ضباط من الجيش العراقي وفصائل المقاومة العراقية، في سبيل وضع خطة المعركة وإدارتها. كذلك يبذلون جهداً جهيداً في العمل الاستخباري لجمع المعلومات عن معسكر العدو واستعداداته.

 يدخل على هذا الخط “المُسيّرات”، وهي طائرات استطلاع ومراقبة، التي تجوب سماء بيجي، راصدة كل كبيرة وصغيرة. إلى جانب المعلومات المستقاة من الهاربين من مناطق سيطرة داعش، ومعطيات يُحصل عليها من إفادات الأسرى الذين اعتقلتهم أكثر من جهة، فضلاً عن رصد الاتصالات وتعقّبها. وكل هذه المعطيات يسلمها ضباط المعلومات، بعد أن “تسيّل” على الخرائط على هيئة أهداف وإحداثيات، إلى كتائب الحشد الشعبي.

من القاعدة العسكرية في شمال بيجي، إلى تل بوجراد من الجهة الغربية، وصولاً إلى مصفاة بيجي (المصفاة الأكبر في العراق) تنتشر المراصد التي تراقب “خطوط العدو”.

كاميرات نهارية وحرارية وليلية متطوّرة تراقب تحركات المعسكر المقابل. حشودهم واستعداداتهم وتحصيناتها وحتى معالم تدل على خنادق حفروها أو شرعوا في حفرها. في الطرقات الواصلة بين المراصد الموزّعة، حكايات متعددة. صهريج مفخخ انفجر هنا، لا تزال بقاياه معلماً في الطريق، شاب من الحشد قنصه داعش عن بُعد 400 متر، وثالث اكتشف تسللاً للدواعش الذين يأتون تحت جنح الظلام.

أما أصوات إطلاق النار والانفجارات فتكاد تصبح خلفية موسيقية ألفها حُرّاس هذه الجبهة هنا. في تلك الأثناء، يُسمع أصوات إطلاق نار.

 شمال وشرق ووسط وغرب مدينة بيجي مسيطرٌ عليها من تنظيم داعش.

وفي ما يتعلق بالمصفاة، يُسيطر الحشد الشعبي على الجهة الغربية منها. أما خط التماس الفاصل بين المعسكرين فيراوح بين 800 متر و1500 متر في الحد الأقصى.

وفي هذا السياق، تكشف مصادر ميدانية أن ساعات قليلة تفصل عن بدء معركة استعادة بيجي، مؤكدة أن مقاتلي الحشد سيتمكنون من استرجاع المدينة خلال فترة قصيرة بعد بدء المعركة. وتشير المعلومات إلى أنّ قيادة التنظيم المتشدد لم تستقدم حشوداً كبيرة من المقاتلين على غير عادتها لأسباب غير محددة، علماً بأنه ليس لديهم القدرة على الصمود في وجه هجوم الحشد، بل يتّكلون على الهجمات الارتدادية، أي الكرّ بعد الفرّ. وهذا ما يطرح تحدياً فشل فيه الحشد غير مرّة، لجهة تثبيت المكان المحرّر.

 وتعتبر المصادر أن انطلاق المعركة مسألة ساعات. وكشفت المصادر أنّه عقد اجتماعات مع كبار الضبّاط للاطلاع على الاستعدادات الجارية. الأنظار كلها متّجهة إلى بيجي، العقدة التي تتوسط الطريق المؤدي إلى أرض “الخلافة الإسلامية” في الموصل. عُقدة تُجمع المصادر العسكرية على أنها ستُستعاد قريباً جداً. فهل تكون الفلوجة، الواقعة في محافظة الأنبار، على اللائحة بعد بيجي.

اترك ردا