7 - تقارير وتحقيقات عام

المراقد المقدسة في كربلاء والنجف شاهد على العمارة الإسلامية

لم يعرف التاريخ تقدماً معمارياً وزخرفة رائعة كما عرفها في العراقوأشتمل الفن التشكيلي على العمارة الإسلامية وبأنواعٍ منها: فن عمارة المساجد، وهو أرقى فن معماري عند المسلمين، وقد برع المسلمون في فنون العمارة بكل أشكالها، لأنهم فهموا نماذج العمارة في الحضارات السابقة ثمّ طوروها بما يتناسب مع عقيدتهم ودينهم، ثم أبدعوا بعد ذلك بنموذجًا إسلاميًّا خاصًّا بهم.

وتأثرت خصائص العمارة الإسلامية وصفاتها بشكل كبير بالدين الإسلامي والنهضة العلمية التي تبعته، وتختلف من منطقة لأخرى تبعاً للطقس وللإرث المعماري والحضاري السابق في المنطقة.

وفي العراق لم تأخذ الأضرحة بطبيعة الحال شكلاً واحداً وإن كان دورها الوظيفي واحداً، بل تختلف باختلاف الزمان والمكان.

ومن أمثلة فن العمارة الإسلامية المراقد المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء، إذ أنّ بناء الضريح تعلوه عادةً قبة تختلف عن قباب الأبنية الدينية والمدنية الأخرى. وينتشر الصحن المفتوح في المراقد المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، وتطور شكله ووظيفته عبر الزمن بتغير الظروف السياسية والمعيشية والثقافية للسكان.

ويظهر فيها براعة في استعمال الخطوط الهندسية، وصياغتها في أشكال فنية رائعة، فظهرت المضلعات المختلفة، والأشكال النجمية، والدوائر المتداخلة. وقد زينت هذه الزخرفة المباني، كما وشحت التحف الخشبية والنحاسية ودخلت في صناعة الأبواب وزخرفة السقوف. ولأن كانت هذه الزخارف دليلاً على موهبة فنية عظيمة، فهي أيضاً دليل على علم متقدم بالهندسية العملية. 
 
وتميزت بغنى مفرداتها وعناصرها المعمارية، فمن هذه العناصر القباب والعقود بمختلف أشكالها (أنصاف الدائرية، والمدببة، والحدوية، والمفصصة…)، والأقواس والمآذن والمحاريب والأروقة، والعناصر الانتقالية للقباب من مثلثات كروية ومقرنصات، والفراغات الداخلية المكشوفة، والنافورات فيها، والفسقيات (البحيرات الداخلية)، والأواوين (غرف جلوس ثلاثية الجدران تطل على الفناء)، وعناصر الزخرفة المختلفة. وبرز شأن الكتابة العربية عنصراً زخرفياً في مختلف الأبنية ورمزاً من رموز الديانة الإسلامية، وهي لغة القرآن الكريم.
 
وظهرت عناصر معمارية جديدة كالقوس العثماني وهو قوس مقعر نحو الخارج في جزئه العلوي، والجزء السفلي منه محدب، واستخدم القوس نصف الدائري المجزوء في فتحات النوافذ والأبواب (أي إن فتحته جزء من دائرة) وبقي استخدام المقرنصات شائعاً في التيجان وعقود البوابات وعنصراً انتقالياً في القباب.
 
واستخدمت بلاطات القيشاني ذات الموضوعات الزخرفية النباتية عنصراً رئيسياً في إكساء الجدران الداخلية وبعض أجزاء الواجهات فوق الأبواب والنوافذ، وقد غلب عليها اللونان الأزرق والأخضر.

 

اترك ردا