3 - الصفحة الثقافية عام

{الشتاء وقصائد أخرى}

عوالم معتز رشدي الشعرية تعبر عنا بدقة متناهية، فالبرغم من أساه وربما شماتته الاستعلائية إلا انه يزرع لنا آلاف المرايا لنرى أنفسنا. انه يكتب شعرا يدفعنا الى التفكير والسقوط بعدها في الحزن.
«الشتاء وقصائد أخرى» مجموعة شعرية حكيمة وصادمة وتعبر أيضا عن الغضب، ومعتز رشدي كتبها وهدفه ان يكون
واقعيا وهذا ما لايفعله كل الشعراء الآن.
في قصيدة «فضيحة» يعري رشدي
عواطفنا ( ما عسانا نفعل لو عاد كل ميت الى بيته؟ / انلقي عليه التحية ونقاسمه الخبز كما كنا؟). بهذه اللغة يخاطبنا الشاعر المنفعل. انه يتكلم عن يومياتنا الحزينة ومتغيراتنا الكثيرة وعما آلت إليه الأمور بعد الفوضى. هو بالطبع منا. أب مثلنا ولكنه يشعر بالأسف.
«الشتاء وقصائد اخرى» كتاب يستحق الانتباه والمباركة، لأنه واقعي على عكس الشعر وبالضد من الأنا الشاعرة. انه دوران حول الحقيقة المرة ووخز يرمي إلى تفعيل الاحساس. ليس من السهل العثور على قصائد تتكلم عن الآخر وتحاسبنا. وليس من السهل أيضا الكتابة بقلب متصدع وروح مشنوقة. هذا ما فعله معتز رشدي.

اترك ردا