7 - تقارير وتحقيقات عام

السعودية تترجم مخاوفها من مستقبل الحشد الشعبي بتمويل “الجيش العباسي” بالعراق

حذر ناشطون وسياسيون وقادة في الحشد الشعبي من تأسيس الوية وكتائب تحمل اسم “الجيش العباسي”، خارج اطار اتفاق الدولة في المناطق التي يسيطر عليها داعش، معتبرين تلك الكتائب جيوشا مناطقية، ستقود الى حرب أهلية دموية في البلاد.

وأُعلن في محافظة الانبار، في نهاية أيلول 2015 عن تأسيس الوية وكتائب “الجيش العباسي” الذي يضم مقاتلين من طائفة واحدة. 

وبحسب مصادر، فان الجيش سيقوم بحماية المنطقة الغربية تحت ذريعة الحرب على داعش وابعاد فصائل الحشد الشعبي والجيش العراقي عن الحدود  السعودية التي رصدت ميزانية لهذا المليشيات الجديدة.

وقال القيادي في تلك الكتائب عمر ثابت المحلاوي في حديث تابعته “المسلة”، ان “الف مقاتل من أبناء عشائر المناطق الوسط والغربية من الانبار اسسوا الوية وكتائب الجيش العباسي لمقاتلة تنظيم داعش وتحرير مناطقهم واستعادة السيطرة عليها”.

وبحسب مواقع اعلامية محلية، فأن السعودية وقطر  تمولان ميزانية لدعم الجيش العباسي بالمال  والسلاح والعتاد،  وفتح معسكرات للتدريب في الاردن والسعودية، اضافة لفتح دورات قيادة لمجموعة منتخبة من ضباط الجيش السابق.

وأضاف المحلاوي، ان “500 مقاتل متواجدين في الحبانية و500 مقاتل متواجدين في البغدادي وبروانة والسكران”، لافتا الى ان “التحالف الدولي سيدعم المقاتلين بالتدريب والتسليح للمشاركة باستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لداعش وتحريرها منهم”.

ويرى مراقبون ان تأسيس الوية “الجيش العباسي” من قبل بعض العشائر السنية لمحاربة داعش،يفتح الطريق لصراع طائفي طويل”.

وقال الكابت مفيد السعيدي ان “جيش الراشدين و كتائب ثورة العشرين في عام 2003 ورجال الطريقة النقشبندية في عام 2006 و ثوار العشائر في 2012 كل هذه فصائل محسوبة على المذهب السني، لكنهم تحت هذا المسمى أعاثوا بالأرض فسادا، حتى أصبحوا كالأفعى التي تستبدل جلدها بين الحين والآخر، فهم كلما يندحر فصيل يستبدل باسم آخر”.

واعتبر السعيدي ان  تشكيل الجيش العباسي، هو سابق إنذار لإنشاء قوة متطرفة أخرى، تحل محل “داعش” في المستقبل القريب.

ويوضح الناشط والكاتب مصطفى الفارس في حديث لـ”المسلة”، ان “السكوت على تأسيس الجيش العباسي الذي اعلن عنه مؤخرا في الانبار من قبل العشائر السنية هو  مشروع حرب طائفية”.

وتابع “كذلك فان قانون الحرس الوطني الذي اثار الجدل واسعا، سيفتح الطريق الى  تدخلات اقليمية ودولية، وهي محاولة لتعطيل دور الحشد الشعبي الذي حقق انتصارات واسعة عبر الهائه بالحرب الطائفية”.

وتحاول قوى سنية مدعومة بالمال السياسي الفاسد ان تشكل ملشيات مناطقية من السنة فقط في المناطق التي يسيطر عليها داعش، في ظل تدخلات اقليمية ودولية، وبحسب مراقبون يرون بأنه سيفسح المجال للصراع الطائفي.

وفي حين يدعو اصحال المشروع الى جيش عباسي من لون طائفي واحد، فان فصائل الحشد الشعبي على رغم ان الاكثرية فيها من ابناء الشيعة بسبب حماسهم في الالتحاق بالجبهات لقتال داعش، الا انه يضم فصائل من السنة، وابناء الاقليات الاخرى، وابوابه مشرعة لقبول كل من يرغب في قتال داعش بغض النظر عن الطائفة او القومية او المحافظة.

وإعتبرت كتلة بدر النيابية، في 8 أيلول الجاري أن الصيغة الحالية لقانون الحرس الوطني تؤدي إلى الإحتراب الداخلي، فيما كشفت عن وجود ضغوط يمارسانها السفيران الأميركي والبريطاني في بغداد على الكتل السياسية وهيئة رئاسة البرلمان من اجل تمرير مشروع قانون الحرس الوطني.

وعن تسليح العشائر كتب الخبير الامني وفيق السامرائي في مقال تابعته “المسلة”، ان “مقارنة الحرس الوطني الذي يتحدثون عنه مع قوات الحرس الوطني السعودي والحرس الثوري الإيراني تختلف جديا، هاتان القوتان تؤمنان بوحدة بلديهما عقائديا وتنظيميا وفكريا”.

وتابع “مطلوب ان تبدأ الخطوة الأولى بتحقيق فوري عن مصير السلاح الذي سُلِّم إلى بعض شيوخ العشائر في محافظة الأنبار”.

سياسيون وفصائل منضوية تحت الحشد الشعبي حذروا من أن تشكيل قوات الحرس، قد يؤدي إلى تعميق الشرخ الطائفي بين السنة والشيعة والأكراد، في بلد يسعى لتوحيد قواه في مواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها من قبل داعش.

وردا على تأسيس الجيش العباسي اكدت منظمة بدر في بيان صحفي في 24، أيلول الجاري، على إن “هنالك مؤامرات تحاك ضد بلدنا العراق العزيز، لتنفيذ المشروع الهادف لإضعاف وتمزيق وحدة وطننا أرضاً وشعباً، وتقسيمه إلى دويلات متناحرة”.

واكد قيادي في سرايا السلام في تصريح تابعته “المسلة”، ان “تسليح أبناء عشائر الأنبار بهذه الطريقة يعني شل المهمات العسكرية للقوات المسلحة ومقاتلي الحشد الشعبي، كما أنه يعني تكوين مليشيات مسلحة تعود تابعيتها إلى شيوخ العشائر وتأتمر بأوامرهم وتنفذ رغباتهم ومواقفهم، وفقاً لعلاقاتهم ومواقفهم الشخصية”.

ويثير تأسيس الجيش العباسي في الانبار اسئلة كبيرة حول حجم الدعم والتدخل الاقليمي في الشأن العراقي، ومحاولة لضرب قوات الحشد الشعبي التي تحقق انتصارات متتالية على ارض الواقع في ظل هروب مشايخ الانبار وانضمام بعضهم لداعش.

اترك ردا