طب وعلوم عام

الأغذية الدسمة تقصر أعمار الأطفال

يظن الناس (خطأ) أن كثرة الطعام تضفي على الإنسان نشاطاً وصحة، وتهبه متانة وقوة معتقدين إنه إذا ما قلت شهية المرء، وقل اقباله عن الطعام الوفير، أصيب بالضعف والوهن ، وذبل جسمه ، مع أن الواقع يخالف ذلك تماماً، فكثيراً ما نشاهد اناساً نهمين شرهين وهم مع ذلك نحيلو الأجسام ، لم يفدهم غذاؤهم الدسم الوفير بدانة ولا قوة، بينما نجد بعض العمال مفتولي العضلات، موفوري الصحة، على الرغم من عملهم المرهق المجهد، وطعامهم المقنن  الضئيل.
وفي الزيت والزيتون، والخبز والجبن والشاي، وحدات كاملة من المواد الغذائية والفيتامينات لبناء أجسام الأطفال، فضلاً عن ذلك فان هذا النوع من التغذية لايترك فضلات تزعج الأمعاء وترهق الكبد، ولا تنشر سموماً من شأنها اتخام الجسم وأثقاله لحمله الغذائي.
لقد أجريت في جامعة (كورنل) تجارب عجيبة غريبة حول هذا الموضوع، وكانت ساحة التجارب أقفاصاً رصت بجانب بعضها في مختبرات الجامعة، وكانت ضحايا هذه التجارب زمراً مختلفة من الفئران فصلت وقسمت أقساماً متعددة وضعت في أقفاص، خصص لكل منها لوح تسجل عملية حياة تلك الزمرة، ونوع مأكلها ووزنها وعمرها وطراز حياتها..
فهذه الزمرة كتب عليها أن لاترى نور الشمس طوال حياتها، وتلك واكبها الحظ فجاءها رزقها يمشي إليها حاملاً كل مايخطر على بال الإنسان من الغذاء: لحم ، سمن ، جبن ، سكاكر ،خبز .. وغيرها .. والمعروف أن الفئران تشارك الإنسان في جميع أنواع طعامه .. وفئة ثالثة حرمت من الفيتامينات مدة طويلة حتى استرخت أعضاؤها، ولانت عظامها. تجارب قلة طريفة تضيق ، فقرات هذه المقالة عن استيعابها غير أن تجربة واحدة من هذه التجارب يحسن اجمالها والالمام بها.
لقد قسم العلماء فئران هذه التجربة إلى زمرتين: زمرة اتخذت المقارنة كشاهد على نتائج التجارب ، فتركت تتغذى تغذية جيدة بل مفرطة، فقدمت إليها جميع أصناف الأطعمة التي تستطيبها ، وزمرة قنن لها الطعام فاقتصر غذاؤها على كميات ضئيلة من الأطعمة لاتكاد أن تسد رمقها. فنمت أجسام الزمرة الأولى المرباة تربية مترفة وترعرعت وزاد وزنها، واستطال شعرها، غير أنها لم تعش أكثر من 700 يوم، كما ذكرت المصادر العلمية، بينما الفئران المؤخر نموها بسبب قلة غذائها بقيت حية نشيطة ، على الرغم من نحولها وقلة شعرها… فلما قدم إليها الطعام الدسم الوفير بعد 700 يوم أخذت تستعيد نموها من جديد، وازداد وزنها ، فظلت حية بعد وفاة الزمرة الأولى 700 يوم آخر فأربى بذلك عمرها على
1400يوم.
وبناء على ماتقدم يمكن ان نستنتج من ذلك ،أو نستطيع القول: ان أرهاق جهاز الأطفال الهضمي بالأغذية الدسمة يقصر من آماد أعمارهم، ويعرضهم إلى شتى أنواع الأمراض، وأن الأغذية النباتية كالفواكه والخضار الخالية من الدسم تعاون هؤلاء الأطفال على حياة هانئة سعيدة، وبناء أجسام سليمة وتسمح للدماغ القيام بأعماله ونموه من دون أن ترهقه السموم التي تتركها اللحوم والفضلات.

اترك ردا