3 - الصفحة الثقافية عام

ومضات في الحسين (عليه السلام) للشاعر الشيخ صلاح الخاقاني

(يا بن الزرقاء الداعية إلى نفسها في سوق عكاظ
الامام الحسين (عليه السلام ))
نبوةٌ تختزلُ الضوءَ فوق جناحيها
ورايةٌ حمراءُ علقتها الزرقاءُ عند بابِ خيمتِها ..
حين أرادت النبوةُ أن تختارَ للذين يقفون حول الخيمةِ
قاماتٍ يُطلون منها على النجوم ..
انتفضتِ الزرقاءُ
فقاماتٌ كهذهِ تحجبُ عنها الدراهمَ المتقاطرةَ من احمرارِ الراياتِ على أديمِ الجزيرة ..
والبائسون المتراصفون عند ذلك الأديم
يمدّون كلاليبَ غاياتِهم في شاطئ الدمعِ
لعلَ رغيفاً يعلقُ فيشبعون
أو لعل موتاً يتمنونه فرطَ الذلِ والقهرِ يخنقُ في فوانيسِ أعمارِهم فتيلها المتقد
كانت النبوةُ شلالا للعطرِ ..
قمرا يصنع من هَديه ليلةً لاكتماله ..
تسفر عن عيد للأرض والبائسين
وكانت الزرقاءُ امتدادَ العتمةِ وصاريةً لشراعٍ متسخ ..
*******************************
وحدي من يرتقي ظهرَه
فيعلّقُ انتظارَ الساجدين على رغبتي في النزول ..
وحدي كنتُ من شعاعِه وكان شعاعُه مني ..
وحدي من يحمل جسر الضوء إلى زمن آخر
*******************************
إرتّد القمر إلى ما وراء الراية الحمراء ..
حين أفسدت الزرقاءُ ليلة اكتمالِه
وكادت من صوت النبوة أن تشرب القطرة الأخيرة من صداه
ليشحب ضوء القمر
وتخفق الراية الحمراء ويكونان لونا واحدا في آفاق السائرين ..
هنالك ترجّل يوم عن خبب الأيام وعلّق ساعاته على جيد التاريخ ..
كان فيه رمضاء يمرّ بها نهر من ماء حين أدركتها الظهيرة مر بها نهر من دم ..
نام عليها رجال بلا رؤوس ..
وحين جاء المساء نهضوا عنها جهة القمر ..
غازلوا وجهه بقاماتهم الشامخة ثم صُعّد بهم إلى السماء ..
********************************
وحدك من مدّ إلى الجوزاء بنانا مضئ ..
وحدك من دلّ الناس على وسائد الكبرياء العظيم ..
وحدك من يحمل إلى الأرض جسر الرحمة ..

اترك ردا