3 - الصفحة الثقافية عام

وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود : الفكر الذي انتج داعش سينشئ غيرهما دون مواجهة البنية الثقافية والفكرية

اكد وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود ان مواجهة التنظيمات الارهابية والقضاء عليها في المنطقة لاتتم بالاساليب العسكرية فقط دون معالجة البيئة التي تستمد قوتها منها , مؤكدا ان الفكر الذي انتج القاعدة هو ذاته الذي اعاد انتاج داعش , وهو نفسه الذي سينشئ غيره.

الحمود وفي الندوة الدولية المفتوحة التي اقامها المركز الثقافي العراقي في السويد وحضرها فضلاً عن السفير العراقي في السويد بكر فتاح حسين عميدا السلك الدبلوماسي العربي والاوروبي ورؤساء البعثات الدبلوماسية الاجنبية في استوكهولم والنخب الثقافية العراقية والعربية ، قال ” ان مواجهة الارهاب او ما صار يطلق عليه بتجفيف منابع الارهاب هو مسؤولية اخلاقية , وموقف قيمي ملتزم , قبل ان تقتضيه ضرورات الواقع او تحتمه حسابات الميدان , مشددا على ان مواجهة داعش او غيره من التنظيمات الارهابية لا تتم باجراءات امنية او عسكرية فقط ايا كانت فاعليتها المادية , ما دامت البنية الثقافية والعقائدية التي تستمد منها هذه التنظيمات قوتها قائمة”.

ولفت الى ان ” الفكر الذي انتج القاعدة هو ذاته الذي اعاد انتاج داعش , وهو نفسه الذي سينشئ غيره اذا ما تم القضاء عليه وتصفيته ماديا”.

واضاف الحمود ” ان التحالف الدولي العريض لمواجهة تنظيم داعش عسكريا بعد احتلاله مساحات واسعة في العراق , وتمدده السريع في سورية , سيكون له تاثيره المهم في الحد من قدرات التنظيم العسكرية والاقتصادية او حتى اضعافها , لكن بالقدر الذي يعبر هذا التحالف عن الالتزام الاخلاقي للدول المشاركة فيه حيال هذه الظاهرة الخطيرة , فان هناك اسبابا عميقة تقف وراء بروز هذه الظاهرة واستشرائها بهذا الشكل المخيف , وتقتضي منا جميعا معالجات صريحة وصبورة وعميقة الاثر. ولعل في طليعة هذه العوامل هو العامل الفكري والثقافي”.

واوضح ” ان وحشية تنظيم داعش الارهابي وقتل وتكفير كل من يخالفه الراي , ليس مفصولا عن ادبيات او مدارس فكرية وعقائدية تتبنى ذات النهج في تكفير الاخرين واستحلال دمائهم , وهذه الادبيات ليست قابعة في بطون الكتب او بعيد عن شؤون الحياة اليومية , بل هي حية فاعلة تاخذ طريقها الى عقول الناشئة وحياة الناس في العديد من بلدان الشرق الاوسط , عبر المناهج الدراسية ومراكز التوجيه الديني والجمعيات الخيرية ووسائل الاعلام التي ترصد لها ميزانيات هائلة”.

واشار الى ان المفارقة التي تستدعي التأمل هو ” ان هذه الادبيات والمؤسسات التي تنتجها , والتنظيمات التي تفرزها , اصبحت خطرا يهدد الجهات التي اوجدتها وشجعتها بدلا من ان تكون عونا لها في تحقيق اهدافها ,

ولنا في ذلك مثالان صارخان : اولهما : تنظيم القاعدة الذي اوجدته ومولته جهات رسمية عربية واسلامية ودولية لمواجهة المد الشيوعي في افغانستان , وانقلاب التنظيم على عرّابيه ومموليه جميعا. والمثال الحاضر الاخر هو تنظيم داعش الذي حاولت دول في المنطقة استغلال قدراته لتحقيق اهداف سياسية في سورية , وربما العراق ايضا , واعتقد ان تصريح السيد بايدن كان واضحا بشان مسؤولية حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لدعم هذا التنظيم , رغم اعتذاراته الدبلوماسية المتتالية”.

وبيّن وكيل وزارة الثقافة ” عبارة (الارهاب لايستثني احدا) , لم تغادر السن المسؤولين العراقيين منذ اكتوائنا بناره بعيد سقوط النظام الديكتاتوري عام 2003 , وقد عبرت الحكومة العراقية عن هذا الموقف الداعي لحشد طاقات المنطقة مع كل الذين التقتهم من مسؤولي دولها لمواجهة الارهاب ليس من اجل العراق وحده , بل من اجل هذه الدول ايضا , لاننا نؤمن وصدقت الاحداث ما نؤمن به ان من يربي الذئب في بيته لن ينال صك الخلاص من انيابه”.

واشار الحمود الى عوامل اخرى ادت الى زيادة نزعة التطرف وقال ” ان مشاعر الاحباط لدى شعوب المنطقة ازاء قضايا مصيرية كالقضية الفلسطينية , وعدم التوصل الى حل عادل ينصف الشعب الفلسطيني , اوجد مناخا ملائما لانتعاش افكار التطرف ممثلة بأسوأ نسخها وهي نزعة التكفير , ومايترتب عليها من استحلال الدم والمال والعرض”.

واضاف ” ان سعي المجتمع الدولي لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية سيسهم دون شك في قطع الطريق على التنظيمات الارهابية في استغلال مشاعر الاحباط , والشعور الفادح بالظلم لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي والمسلم”.

اترك ردا