عام فنون ومسرح

جائزة الإبداع 2015.. ومدارس الرسم الإبداعية

خصّصت اللجنة العليا لجائزة الإبداع لعام 2015, في وزارة الثقافة إحدى الجوائز للفن التشكيلي/ الرسم، وليس ذلك بمستغربٍ لما لهذا الفن من أهمية تاريخية وجمالية.

إذ كانت للجماعات الفنية في العراق وبأجيالها التشكيلية تجارب فنية رائعة،

فبعد أن كان الفنانون يحاكون الطبيعة بأمانة من خلال رسمهم للمناظر الطبيعية والحياة الصامتة والرسوم التي تعتمد على قواعد الرسم التقليدي كدراسة المنظور ورسم الأجزاء والتفاصيل ومساحات الظل أنتقلت تلك المدارس الفنية إلى مرحلة أخرى، ووصلت إلى استخدام الحرف العربي في صناعة بنية شكلية مميزة وتطويع هذه الحروف بشكل منسجم وحديث لتتألف وحداتها الصورية بطريقة متكاملة لحفر أسمائهم بعمق في ذاكرة الفن التشكيلي العراقي المعاصر.

وفي هذه الأجواء تبلورت طاقات فنية مبدعة بالإضافة إلى حصول بعضهم على فرص لدراسة الفن في الخارج، إذ بعودتهم إلى العراق أسسوا مدارس فكرية وحسية جمالية خاصة بهم، ترتكز على مواكبة العلم والتحرر من الهموم الاقتصادية.
 
وكانت المتغيرات الاجتماعية والسياسية في العالم والعراق في فترة الخمسينيات قد لعبت دوراً في بلورة رؤى الفنانين التشكيليين، فالبعض بدأ ينظر إلى إلانسان ككيان محترم يستحق الحياة، في حين اتجه آخرون إلى أفكار أخرى من خلال الانغلاق الذاتي، فتمحور الفن على رؤيتين: أولها مساندة قضايا الشعوب، والثاني اتجه إلى جماليات الفن، وقد استطاعت كلا المدرستين أن تقدم مستويات متقدمة في الأداء والأفكار الجديدة والجريئة التي سجلت حضوراً فنياً عراقياً وعالمياً.

 

اترك ردا