6 - المراة عام

الناشطة النسوية ينار محمد لـ(وكالة دعم الدولة): ضرورة إيجاد مناطق آمنة للنساء في المدن المحرّرة والقضاء على التطرّف

بغداد/ رنا العجيلي

دعت الناشطة النسوية ورئيسة منظمة حرية المرأة ينار محمد ، الحكومة الى إيجاد مناطق آمنة للنساء في المدن التي حررت من الجماعات الارهابية المتطرفة ، كون اجتياح تنظيمات داعش الاجرامية لمدن العراق قد سبب المآسي الكثيرة وارتكبت مجازر جماعية واعدامات، وفي نفس الوقت ترك خراباً كبيرا في حياة النساء ممن تم استعبادهن وزواجهن قسرا وحملهن وانجابهن للاطفال .

واضافت الناشطة النسوية في تصريح خصت به (وكالة دعم الدولة): انه مع تقدّم القوات العراقية وتحرير العديد من المدن خلال الأسابيع الماضية وبالتاكيد ستشهد الأسابيع القادمة تقدم اكبر فان النساء ستواجه صفحة جديدة من العنف سواء على ارضية النزاع العشائري ، او على ارضية زواج قسري واستعباد سابق من قبل داعشي مما قد يتسبب بمقتل الكثير من الشابات تحت مسميات الشرف والعار .

وبينت محمد، ان احتلال تنظيمات داعش الاجرامية للمدن العراقية قد سلّط اجرامهم الذكوري على النساء دون اي قيد او شرط، وغالبا ما كانت المجاميع ترسل تحذيرا بالاعتقال او الاعدام لذكور الاسرة أولا، ومن ثم يتفاوضون معهم لكي ينالوا من بناتهم ضمن زواجات شكلية اقرب الى الاغتصاب ، كل ذلك تسبب بانتهاك اجساد النساء في كل هذه المدن وقهرهن لاسابيع واشهر، وفي بعض الاحوال لسنة او اكثر، مما يترك المرأة مع طفل يسميه المجتمع بـ “غير الشرعي”.

واكدت رئيسة منظمة حرية المرأة: تجد الآلاف من النساء قد وقعن باشكاليات من هذا النوع في المدن المحرّرة من داعش ، حيث تكون المرأة حاملاً لطفل او اماً لطفل ومن دون ارواق رسمية ، وبعد ان تكون قد عانت الويل من اضطهاد واغتصاب لفترات مطوّلة، لا يتم التعامل معها كضحية تستحق الرعاية والاعتناء، بل يتم تجريمها والسخط عليها واهانتها، وكثيرا من الاحيان قتلها من قبل ذكور عشيرتها ممن يتبجحون بما يسمونه بشرف عشائري وهيبة الرجال ، والمرأة العراقية وجدت نفسها ضحية مستمرة للعنف والبطش الذكوري سواء من قبل عشيرتها اثناء حالات السلم، او من قبل وحوش داعش ممن اعتبروا جسدها ساحة لمعركتهم مع العدو الطائفي، ولاحقا من قبل ذكور عشيرتها مرة اخرى قصاصا لها لرضوخها للداعشيين ، وكأن الأمر كان من اختيارها.

وتابعت الناشطة النسوية ينار محمد، نحن في منظمة حرية المرأة في العراق تدخلنا منذ سنوات عديدة لغرض توفير الملاذ الآمن للنساء ، وبما يتناسب مع انسانيتهن واحترامهن والتعامل معهن كضحايا تستحق كل الاحترام والدعم ، ولذا نقدر على مهمة حماية وتمكين ودعم هذه الضحايا في هذا المفصل التأريخي المهم ونطالب الدولة العراقية ان تقوم بتسهيل مهمتنا بانقاذ الضحايا ورعايتهن، مما يخرج بهن من دوامة العنف اللا منتهية، ونطالب بإقامة المناطق الآمنة للنساء في كل المدن المحرّرة من داعش وبتسهيل مهمة تمكيننا ودعمنا للنساء التي عانت الكثير خلال هذه الحقبة المظلمة.

مؤكدة: اننا نقوم بتذكير الدولة العراقية القيام بواجبها تجاه المرأة المواطنة وحسب الاتفاقيات التي وقعت عليها الدولة العراقية، وبالذات ضرورة التزامها بقرارات الامم المتحدة لحماية وتمكين المرأة في مناطق النزاعات المسلحة .

وفي سياق متصل ، دعت محمد ان يكون دحر ما يسمى بداعش الى الأبد  وطي صفحة التوحش والإجرام وان يعمل جميع العراقيين والعالم على القضاء على الاحتلال الداعشي لاراضي العراق والمنطقة ، وان تبعد الشكوك بعدم الجدية خاصة ان احداث الشهر الأخير أكدت لهم صحة هذه الشكوك ، وخاصةً بعد رفض الحكومة الامريكية التدخل الروسي في قصف مواقع داعش في العراق ، اذ ان ايام قليلة من قصف روسيا لبعض من مواقع داعش في سوريا قد احدث تخلخلا كبيرا في المعادلة السياسية مما  دحض كون داعش تهديدا غير مقدور عليه كما أتى في التصريحات الامريكية السابقة .

وأشادت ينار محمد ، بقتال الشباب في العراق على الجبهات بالضد من داعش بكل ضراوة ، والنتيجة واضحة باستعادة الاراضي والمدن الواحدة تلو الاخرى ، وقلوبنا مع الحشد الشعبي والقوات الامنية والجيش العراقي ولتسقط كل المشاريع الامبريالية  للتصرف بحياة الشعوب وسحق انسانيتها.

اترك ردا