7 - تقارير وتحقيقات عام

الغرامات المرورية.. سوط يصفع المواطنين البسطاء ويستنزف ارزاقهم

حدد قانون المرور 26 مادة لمعاقبة سائق المركبة الذي يرتكب خطأ مروريا في المواد المنصوص عليها ، وجميع هذه المواد تلزم السائق بدفع مبلغ من المال يتراوح بين 10 الاف و30 الف دينار  بحسب نوعية المخالفة .ومايمكن ملاحظته في هذا الموضوع الهام ، ان رجل المرور يستخدم التعسف في تطبيق العقوبة ، وان الموضوع يترك استياء كبيرا لدى المواطن البسيط الباحث عن لقمة عيشه ، عدم تمتع اغلب شرطة المرور بالقدرة على استيعاب غضب المواطن فتراه متشنجا في اغلب الوقت وهذا يؤدي في حالات كثيرة الى حصول خطأ اكبر تقع تبعاته اما على السائق او رجل المرور ، ان المخالفة تطبق  على اشخاص وتستثني اخرين  ، تطبيق العقوبة يتم في اوقات معينة ، فيما يترك الحبل على الغارب لمن يشاء المخالفة وامام اعين المرور في اوقات اخرى  …( وكالة انباء الاعلام العراقي/ واع ) تابعت الموضوع مع اصحاب الشأن فكان هذا التحقيق ..

الهدف ربحي صرف

  يقول راهي محسن سائق شاحنة : انا مع العقوبة للمخالف لكني اجدها محاربة لارزاقنا خاصة ان اغلب اصحاب الشاحنات هم سواق يتقاضون اجرا  ، وتبيق القانون يتم بحسب مزاجية رجل المرور دونما مراعات  لظروف سائق الشاحنة اليومية في ظل هذه الظروف الصعبة وقد نتجاوز بعض الانظمة اما لعدم المعرفة واحيانا لاعتقاد السائق بانها لاتستوجب المحاسبة مثل زيادة اوزان بعض الحمولات فالسائق ولكثرة عدد الشاحنات وللزحامات المرورية وعدم القدرة على السير ليلا اما للظرف الامني او لمنع التجوال تدفعه لزيادة حمل الشاحنة لتقاضي اجر اكثر يعوض به هذه الامور .

يضيف راهي : من خلال تجربتي مع الغرامات  فاني اجد ان المحافظة على القانون اخر من يسعى اليه رجل المرور اليوم وان الهدف منه جباية اموال وهذا مايصرح به بعض رجال المرور بقولهم ” نحن مطالبين بتصريف الوصولات التي تعطى لنا صباحا. 

محمد كريم سائق تكسي يقول : الإجراءات المرورية التي تتخذ في بغداد لا يمكن أن نصفها بالعادلة، فأغلب رجال المرور لا يقومون بمراعاة الحالة اليومية للمواطنين لاسيما أصحاب الدخل المحدود الذي يقتاتون على أجور يومية من خلال مهنة لا يراد لها أن تستمر في عراق الازدحامات المرورية ، فالغرامات والمخالفات التي تفرض علينا كبيرة جدا، فعلى سبيل المثال وفي بعض الشوارع أذا ما توقفت في إشارة مرورية فأنك ستلاحظ أن رجل المرور يقوم بتسجيل مخالفة مرورية عليك قد تصل إلى 30 ألف دينار وذلك لوجود العطر على المرأة التي تقع في وسط السيارة الذي قد لا يتجاوز طوله الخمسة سنتمر.

غرامة حسب المزاج

جبار حسين موظف يقول :العاصمة بحاجة إلى إجراءات رقابية على رجال المرور في بعض مناطق العاصمة التي يشكو منها أصحاب المركبات لاسيما الذين تصدر بحقهم مخالفات هم بعيدين كل البعد عنها، مسالة تحتاج إلى وقفة حقيقة من قبل اللجان المختصة في قواطع عمليات مرور بغداد المسؤولة عن توزيع الواجبات وبشكل  يومي… فبعض المخالفات تأتي بمزاجية رجل المرور الذي قد يكون حر الصيف او برد الشتاء سببا في تثبيت المخالفة عليك، كواحدة من المخالفات التي سجلت بحقي في تقاطع منطقة الجادرية في إشارة المرور، فكنت أتحدث من خلال الهاتف بعد يقيني أن الإشارة المرورية قد أعطت اللون الأحمر الذي يحرم على السائق اجتيازه، إلا أن رجل المرور أصر على تسجيل مخالفة رغم محاولاتي العديدة لإقناعه إني لم ارتكب مخالفة، وغيرها من الأمور.

صائدي مخالفات

ابو حوراء موظف : انا اعتقد ومن خلال ملاحظاتي في الشارع ان الغرض من الغرامات لايستهدف المحافظة على القانون بل لغرض تبغيه قواطع المرور ولا اعلم السر هل انها تحصل على مكافئة من مراجعها العليا ؟ ام ان رجل المرور يستحصل نسبة من مبالغ الغرامة ؟ .. ويضيف ابو حوراء : ان الغرامات تسجل على السائقين في اوقات الصباح الاولى وبعد الظهر مع نهاية الدوام الرسمي اما الوقت بينهما فان رجل المرور يكتفي بالوقوف تحت مظلته لايأبه باي مخالفة مهما كان نوعها …

ويقول ابو حوراء : ان ذلك يجعل رجال المرور صائدي مخالفات لا رجال قانون ويدفع المواطن لمخافة القانون وبهذا يكون القانون عند المواطن غير محترم وعند رجل المرور تشريع لغرض جباية الاموال ولا يستهدف تطبيق النظام .  

حزام الامان ومطبات الشارع

حسام محمد سائق اجرة يقول : ان اكثر ما يدهشني في قانون المرور هو حزام الامان فرجل المرور عندما يفرض عليك الغرامة على هذه المخالفة يشرح لك حرصه على سلامتك وهذا ما لا اصدقه قطعا لان هناك امورا في الشارع تهدد امان السائق اضعاف المرات ، ومنها الحفر المنتشرة والتي لم نجد يوما  جهة من الجهات تهتم بها وغيرها من المخالفات التي تتحملها الجهات الحكومية وهي اكثر خطرا على امان السائق ، لذا فانا اغعتقد ان هدف حزام الامان تامين الاموال وليس لا امان السائق .

خوف مستمر

فيما، تدعو عذراء اللامي، “للتعاون الجدي والحقيقي مع المواطنين لاسيما الذين يقتاتون على مهن ستتلاشى بعد سنوات، بسبب التغييرات الكبيرة التي تحدث في البلاد، فمشاهداتي خلال ذهابي يوميا إلى عملي تجعلني في خوف مستمر من أن أكون في يوم من الأيام ضحية بعض رجال المرور”.

وتبين اللامي أن “الحالة الواحدة لا يمكن أن تعمم، لذا نحن نكرر دائما بأن الغالبية العظمى في مديرية المرور العامة هي من الكوادر الكفوءة والجيدة التي تتميز بسرعة بديهية وعقلانية الأمر الذي يؤهلها  لتكون عالمية إلا أن البعض منهم ممن يسير بالاتجاه الخطأ”.

من جانبه، يؤكد المتحدث الرسمي لمديرية المرور العامة العميد عمار وليد، أن “الالتزام بتطبيق القوانين والأوامر المرورية التي تصدر من دائرة المرور العامة في بغداد واجب التنفيذ، لذا فأن كثرة حالات المخالفة التي تحدث في العاصمة تستدعي من رجال المرور العمل بجدية وحرص على تغريم المخالفين لسلوكيات الأنظمة المتبعة”.

ويقول العميد  إن “اغلب رجال المرور الذين يتواجدون في التقاطعات من اجل خدمة وحماية الموطنين من ضعفاء النفوس من بعض سائقي المركبات الذين جل اوقاتهم لا تنقضي إلا بمخالفات مرورية، لذا فان قواطع المرور بجميع أنحاء العاصمة تحرص على تقديم أفضل خدمة للمتواجدين في شارع العاصمة بغداد”.

ويضيف أن “الحديث عن وجود ابتزازات مرورية من قبل بعض رجال المرور لأصحاب المركبات المختلفة أمر غير مقبول حيث تتم وبشكل دوري محاسبة وتجميد رجل المرور الذي يخالف القانون”.

غرامات عجيبة غريبة

بعض ممن التقيناهم عند قواطع المرور تحدثوا لنا عن غرامات اغرب من الخيال … احدهم سألني هل يمكن للميت ان يرتكب جريمة بعد موته فاجبته من المستحيل .. فقال :لا انت على خطأ في نظام المرور يحصل ذلك .. واضاف قائلا : لدي سيارة تعرضت للاحتراق بشكل كامل في العام 2008 وتركتها امام المنزل متوقفة والى اليوم ، وعند مراجعتي لدائرة المرور هذا العام لغرض تسقيطها فوجئت بان عليها مخالفة مرورية مسجلة في عام 2010 .. الم اقل لك ان الميت قد يرتكب جريمة بعد موته ؟!!

آخر يقول : او قفني رجل المرور وسالني عن حبل السحب فقلت له نعم مثلث فقلت نعم حزام الامان كنت ارتديه ووو .. فقال لديك زجاج العداد الخاص بمطفئة الحريق لديك فيه كسر … وعليه فلابد من تغريمك وهذا ماحصل وها انا الان اسدد االغرامة .

 كاتب التحقيق يروي قصة اخرى يقول : او قفني رجل المرور فطلب سنوية السيارة فلم اتردد بتسليمها له لاعتقادي انه اجراء طبيعي لرجل قانون .. ولم اساله لماذا وعندما تبعته وجدته يحرر مخالفة الفردي والزوجي فقلت : اخي انا مستثنى كوني صحفي فقال( جا غير اتكول) فقلت لكنك لم تسألني لماذا طلبت السنوية، فقال هس اشلون اني كتبت الوصل بعد ميصير اشطبه راح اسويلك مخالفة حزام الامان لانك الان لا ترتدي حزام ؟!!!

خاتمة

 النظام سواء كان في الشارع او المدرسة او الدائرة هو الاساس لخلق الابداع … والالتزام بالقوانين دليل على وعي المجتمع ورقيه …. ويقال ان تقدم البلدان يقاس بمدى تطور نظام المرور فيها …  لذا فاننا ندعوا الجميع الى ان يكون  رقيبا على ذاته ولا ينتظر من يجبره للالتزام بالنظام .. كما ندعو مديرية المرور العامة والتي لايخفى على احد مدى تضحياتها وهي التي قدمت عشرات الشهداء على يد الارهاب من ضحايا الواجب المقدس بالاضافة الى الجهد الكبير التي يقوم به رجالها وفي اقسى الظروف لخدمة المواطن ولتسهيل انسيابية المرور ،  بان لاتجعل من القانون سوطا تجلد به المواطنين خاصة مع الظروف المعيشية الصعبة ، وان تكون العقوبة اخر الحلول لان المواطن العراقي المعروف بحبه لوطنه لايمكن ان يكون بالضد من مصلحة وسلامة هذا الوطن وتطوره ورقيه .. ونقول احيانا تكون العقوبة في مكانها ولكنه لاتفعل الفعل ذاته لو انها استعيضة بنصح او ارشاد وتوجيه … .

اترك ردا