عام فنون ومسرح

أضواء على الحياة المسرحية في العراق

صدر عن دار المدى كتاب (أضواء على الحياة المسرحية في العراق) للفنان الرائد الدكتور سامي عبد الحميد .
والكتاب دراسة نقدية وتحليلية للظواهر والمؤسسات والنتاجات الفنية العراقية المسرحية خلال القرن الماضي. تكونت لديه من خلال عمله في المسرح سواء أكان ممثلاً أو مخرجاً, لمدة خمسين عاماً،فهو كما يعرفه الجمهور العراقي أحد رواد المسرح العراقي، وأحد أساتذته، فأخرج العديد من المسرحيات،وعلى يديه تخرج العديد من الطلبة.تضمن الكتاب مقدمة وأربعة فصول. الفصل الأول من الكتاب جاء بعنوان (حول هوية المسرح) يتناول المؤلف فيه البدايات الثقافية في المسرح العراقي مركزاً على فترة الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين،وأثر المسرح الغربي والعربي على المسرح العراقي.
أما الفصل الثاني من الكتاب فتناول فيه عدة محاور تتعلق بالتوجهات الجديدة في المسرح العراقي: مثل أزمة النص المسرحي، والتوجهات الجديدة للجمهور. وفي الفصل الثالث من الكتاب الذي جاء بعنوان (تجارب متميزة في المسرح العراقي) يتناول بالتحليل والدراسة الأعمال المتميزة لرواد المسرح العراقي مثل : المفتاح والخرابة للفنان يوسف العاني مشيداً بهاتين المسرحيتين وبجهد يوسف العاني، فيذكر بأن الفنان يوسف العاني قد فاجأ المسرحيين والجمهور بالطريقة الجديدة التي قدم فيها مسرحية المفتاح، فيصفها بالعمل المسرحي المتكامل. في الفصل الأخير – الرابع – من الكتاب يتحدث عن (مسارات المسرح في العراق) يستهله بالحديث عن المسرح التجاري وخاصة بعد عام 1995. حيث تميزت تلك الفترة كما يذكر بعرض مسرحيات ذات مستوى فني هابط باللغة المحلية، نتيجة تأثر بعض المسرحيين العراقيين بالمسرح التجاري المصري ووقوع عدد منهم في إغراء الربح التجاري وتلبية رغبات الجمهور، فراحت الكثير من الفرق تتنافس في إنتاج مثل هذه المسرحيات التي غلب عليها الاستهلاك والسرعة في الإنتاج.
وبعد أن يقدم دراسة تحليلية لتاريخ المسرح التجاري، وبعد أن يقدم لنا نماذج لهذا النوع من المسرحيات مثل: “ بيت وخمس بيبان “ و “ بين مريدي ولندن “ و “ مؤسسة ملكية التجارية “ و” حفلة لسيد محترم “و” عنتر وزعتر” وغيرها يؤكد على خطورة هذه الظاهرة ووجوب الحد منها بعقد الندوات الفكرية لمناقشة الأوضاع المسرحية من كافة جوانبها وتكثيف حركة النقد البناء.

اترك ردا