7 - تقارير وتحقيقات عام

بعد الغرقى والقتلى.. تفاقم ازمة اللجوء الى اوربا

انتشلت ليبيا يوم الجمعة جثث 105 مهاجرين وقالت إنها تخشى موت نحو مئة آخرين لا يزالون في عداد المفقودين بعد غرق قاربهم المكدس في طريقه لأوروبا بينما قالت النمسا إن 71 لاجئا بينهم رضيعة ماتوا داخل شاحنة تبريد مهجورة.

الحادثان المأساويان نتيجة للزيادة المطردة للمهاجرين الفارين من الحرب والفقر التي وضعت أوروبا أمام أسوأ أزمة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنها تقدر عدد من عبروا البحر المتوسط خلال العام الحالي بأكثر من 300 ألف.

وصل نحو ثلثا هذا الرقم إلى اليونان وغالبية العدد المتبقي إلى إيطاليا. ومات 2636 شخصا على الأقل خلال المحاولة.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن قادة الاتحاد الأوروبي مستعدون لعقد اجتماع طارئ لو دعت الضرورة لمناقشة أزمة اللاجئين. وحث البيت الأبيض أوروبا على التصدي للمهربين وعلى ضمان صون حقوق الإنسان للاجئين.

وفي أحدث حلقات مسلسل الكوارث قبالة الساحل الليبي غرق قارب مكتظ بعدد قدر بحوالي 400 مهاجر يوم الخميس بعد خروجه من زوارة في ليبيا. ويمثل ميناء زوارة نقطة انطلاق رئيسية للمهربين الذين يستغلون الفراغ الأمني في البلد الذي تتنازع فيه السلطة حكومتان.

ومع الافتقار لسفن للبحرية أخذ المسؤولون الليبيون في البحث عن ناجين مستخدمين سفن صيد وزوارق مطاطية قدمها السكان. وأفاد المسؤولون بإنقاذ 198 شخصا بحلول الظهيرة.

وقال أيمن طلال -وهو أحد الناجين من سوريا وقد وقف بجوار ابنته- “القارب كان في حالة سيئة… مات ناس كانوا برفقتنا. أجبرنا على أخذ هذا الطريق. أصبح الآن يسمى قبر البحر المتوسط.”

وأضحت ليبيا الغارقة في الفوضى مسارا رئيسيا لنقل المهاجرين الفارين من المعارك والفقر والساعين للوصول إلى أوروبا. وتستغل شبكات المهربين عبر الحدود الفوضى في هذا البلد لجلب السوريين إلى ليبيا عبر مصر أو مواطني دول جنوب الصحراء الكبرى عبر النيجر والسودان وتشاد.

وتقول جماعات حقوقية إن المهاجرين يدفعون آلاف الدولارات للعبور برا وبحرا ويتعرضون للضرب والتعذيب على أيدي المهربين الساعين للحصول على مزيد من المال من أجل المرحلة الأخيرة من الرحلة عبر البحر في قوارب متهالكة.

*الموت خنقا

معظم حالات الوفاة حدثت في البحر. لكن صدمة العثور على شاحنة مملوءة برفات مهاجرين في النمسا سلط الضوء على الخطر الذي يواجه أولئك الذين ينجحون في العبور إلى جنوب أوروبا لكنهم يعتمدون على عصابات تهريب لنقلهم شمالا نحو دول أكثر غنى كألمانيا.

وعثرت دورية نمساوية للطرق السريعة على شاحنة التبريد المهجورة قرب الحدود المجرية يوم الخميس بعد 24 ساعة على الأقل من إيقافها في المكان. ويبدو أن الضحايا ماتوا قبل يومين وكانت السوائل من الجثث المتحللة تتسرب من بابها الخلفي.

وفي مؤتمر صحفي في بلدة أينشتات قال هانز بيتر دوسكوزيل قائد الشرطة في إقليم بورجنلاند النمساوي إنه عثر على وثيقة سفر سورية وسط الضحايا لكن من السابق لأوانه معرفة هل كان على متن الشاحنة أناس من جنسيات أخرى.

ولم يكن الباب الخلفي للشاحنة موصدا لكنه كان مؤمنا في وضع الإغلاق بأسلاك. ولم يكن هناك ما يشير إلى أن نظام التبريد في الشاحنة يعمل وليس هناك فتحات فيها تسمح بدخول الهواء النقي.

ومن بين 71 شخصا راحوا ضحية الحادث 59 رجلا وثماني نساء وأربعة أطفال أحدهم رضيعة يقدر عمرها بين عام وعامين وثلاثة صبية تتراوح أعمارهم بين ثماني وعشر سنوات.

واختلفت السلطات النمساوية والمجرية بشأن عدد الأشخاص المقبوض عليهم على ذمة القضية.

وقال دوسكوزيل للصحفيين إن ثلاثة أشخاص رهن الاعتقال في المجر بينهم رجل يُعتقد أنه صاحب الشاحنة وإنه بلغاري من أصل لبناني. ويعتقد أن الشخصين الآخرين توليا قيادة الشاحنة وصف أحدهما بأنه بلغاري ويحمل الآخر بطاقة هوية بلغارية.

وقالت الشرطة المجرية إنها ألقت القبض على أربعة رجال ثلاثة منهم من بلغاريا والرابع أفغاني واستمعت لأقوال 20 شخصا بعد إجراء تفتيش في منازل.

وقال دوسكوزيل “نتوقع أن يكون ذلك هو الخيط الذي يقودنا إلى مرتكبي الحادث موضحا أن المقبوض عليهم ليسوا زعماء عصابة التهريب.

وبدأت السلطات النمساوية في نقل الجثث إلى مشارح مختلفة في البلاد. وقال شاهد من رويترز إنه رأى شاحنة تحمل نحو 10 جثث تدخل مركزا للطب الشرعي في فيينا.

*الاجتياح شمالا

في أوروبا تدفقت موجة من اللاجئين والمهاجرين شمالا عبر البلقان خلال الأيام الأخيرة وعبر آلاف السوريين والأفغان والباكستانيين من صربيا إلى المجر العضو في الاتحاد الأوروبي حيث قالت السلطات إن أكثر من 140 ألف شخص ضبطوا وهم يدخلون البلاد حتى الآن هذا العام.

ويأمل كلهم تقريبا في الوصول للدول الأكثر ثراء في شمال وغرب أوروبا مثل ألمانيا والسويد.

وتبني المجر وهي جزء من منطقة شينجن الأوروبية التي لا يحتاج السفر فيها إلى تأشيرات دخول سياجا مرتفعا على طول حدودها مع صربيا لمواجهة ما تقول إنه خطر على أمن أوروبا ورخائها وهويتها.

كانت الشرطة النمساوية قد قدرت عدد القتلى الذين عثر عليهم في الشاحنة المهجورة قرب حدود المجر بنحو 50 لكنها زادت العدد إلى 71. وتُركت الشاحنة على جانب الطريق السريع القادم من المجر إلى العاصمة النمساوية فيينا.

وقال هيلموت ماربان وهو متحدث باسم الشرطة في بورجنلاند “استمر العمل طوال الليل وأتوقع أن تكون كل الجثث قد أزيلت الآن… لا يزال محققو الطب الشرعي في الشاحنة ويحاولون تحديد كل الحقائق.”

وفي المجر قالت الشرطة إن عشرة مهاجرين سوريين أصيبوا يوم الجمعة عندما انقلبت سيارة فان كان يقودها روماني يشتبه في أنه ضالع في تهريب البشر وهي في طريقها إلى بودابست.

وخلال مؤتمر صحفي بجنيف قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إنه خلال إحدى الوقائع اختنق 51 يوم الخميس داخل المكان المخصص لتخزين الامتعة في قارب. وقال ناجون إن المهربين ضربوهم ليجبروهم على دخول مكان تخزين الأمتعة وابتزوا الأموال من أي شخص كان يريد الخروج لالتقاط الانفاس.

وقال أحد الناجين وهو جراح عظام عراقي إنه دفع 3000 يورو (3385 دولارا) للسماح له بالصعود إلى السطح برفقة زوجته وطفله البالغ من العمر عامين.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فلمينج إنه في الأسبوع الماضي لقي 49 شخصا حتفهم في مكان تخزين الأمتعة بقارب آخر بعد أن استنشقوا غازات سامة ويوم الأربعاء اعتبر 21 شخصا في عداد الموتى عندما واجه قارب على متنه 145 شخصا صعوبات

اترك ردا